اورد اليكم قصة اغتيال رئيس الوزراء الاردني السابق وصفي التل مهندس احداث خروج المقاومة الفلسطينية من الاردن بعد ان فشل الجيش الاردني بحسمها عسكريا في ايلول
بعد ظهر 28 تشرين ثاني أطلق أربعة فلسطينيين قادمين من لبنان
نيران مسدساتهم على وصفي التل رئيس الوزراء الأردني فأردوه وسط ردهة فندق شيراتون في القاهرة حيث كان وصل قبل 48 ساعة من أجل حضور دورة مجلس الدفاع العربي .
ومن بيروت صدر بيان موقع من منظمة "أيلول أسود" يتبنى صراحة عملية الإعدام الهادفة إلى الثأر لمقتل أبو علي إياد.
ولا زال اغتيال وصفي التل إلى اليوم موضوعا محظورا ليس فقط في فتح بل في مصر والأردن أيضا لأن جوانبه لم تتضح جميعها.
وروي بادئ الأمر أنه عند مدخل الشيراتون قام معتد أول هو عزت أحمد رباح بإفراغ مشط مسدسه" البراونينغ" على التل وفي الوقت نفسه أطلقت النار على رئيس الوزراء الأردني من البهو وداخل الردهة فانهار بين حطام الزجاج وتوفى بعد بضع ثواني, ويروى أيضا أنه أصيب بطلقة قبل أن يدخل الردهة ساعة ترجله من سيارته, وقد تمكن على الرغم من إصابته من صعود درجات المدخل سعيا إلى الاحتماء وتلك هي اللحظة التي أفرغ فيها رباح مسدسه, لكن بما أن التل كان محاطا بخمسة عشر حارسا شخصيا فقد جرى الحديث أيضا عن تورط أحد هؤلاء في قتله نظرا إلى أن أعضاء من الحاشية الملكية كانوا يؤيدون تصفيته وقد اعتقلت سلطات الأمن المصرية الفلسطينيين الأربع الذين قاموا بعملية الاغتيال.
لم يكن يوجد شك في أن أبو إياد خلف العملية وأبو يوسف النجار أيضا.
لماذا أبو إياد؟ أولا التوقيع أيلول أسود وهو الاسم الذي أراد إعطاءه لخلية العمليات السرية الخاصة بمخابرات فتح.
أما التبرير المعلن أي الثأر لمقتل أبو على إياد لم يكن لينسى إحدى مشاغلنا الأساسية وهي منع الرفاق الأوفياء للزعيم العسكري الكبير من الالتحاق بمنافسينا في الفصائل الأخرى.
مع ذلك فإن أبو إياد لم يكن يملك الموارد المالية الكافية لتنظيم هذه العملية – بسبب خلافه مع أبو عمار وانقطاع الموارد المالية عنه وتولى شعبة 48 في فتح توفير مستلزماته المالية التي لم تكن كافية- لا بد انه استعان بأحد ولكن بمن؟ أن أسماء الفلسطينيين المعتقلين في القاهرة تتحدث عن نفسها, فهم جميعا أعضاء في تنظم فتح اللبناني ومعروفين جيدا في بيروت بأنهم كانوا من وقت لآخر في عداد مرافقي أبو يوسف النجار, كما أن أبو يوسف وحده يملك الإمكانات المالية لدفع ثمن بطاقات السفر ومصاريف إقامة المجموعة في القاهرة إضافة إلى الاستطلاع وتحضير العملية.
هل قتل التل على يد رجال أبو يوسف أم على يد آخرين؟
عند قراءة التقرير الرسمي للأطباء الشرعيين المصريين, وحسب هذا التقرير أن طلقة واحدة كانت كافية للتسبب بوفاة وصفي التل وهذه أتت من مسدس رباح.
-إن محاكمة المتهمين الأربعة لم تحصل أبدا فقد هدد القذافي بالتراجع عن مشروع الوحدة مع مصر في حال إدانتهم وقررت من جهتها محكمة أمن الدولة المصرية في 29/شباط إطلاق سراحهم تحت شروط فقضوا اثني عشر شهرا في القاهرة ثم التحقوا سرا بالمقاومة الفلسطينية.
- لم يعد عزت رباح على قيد الحياة اليوم إذ قتل في 1982 على يد الكتائب في لبنان أما منذر خليفة فهو حي يرزق في صفوف حراس عرفات الشخصيين, وجوال خليل بغدادي حي وقد طرد في 1993 من الدانمارك حيث كان يحاول الاستقرار أما زياد الحلو حارس أبو يوسف النجار الشخصي فقد أصيب بجروح خطرة في نيسان 1973 خلال العملية التي قام بها الكوماندوس الإسرائيلي في وسط بيروت .
التوقيع :